بناء تقدير الذات يبدأ من المنزل

لا داعي لأن تكوني خبيرة في سلوك الأطفال لتؤدي دوراً فاعلاً في بناء ثقة طفلك. إليكِ دليل الخبراء لدينا للتعرف على كيفية تطوير مهارات الاستقلال الأساسية لدى الطفل منذ البداية.

يعتمد طفلك عليكِ في كل شيء في السنوات القلائل الأولى. لكن منذ عمر الثالثة، تبدئين في تسليمه زمام الأمور. يقول ديفيد ميسر، أستاذ تنمية وتعليم الطفل في الجامعة المفتوحة "من المهم تشجيع طفلك على فعل الأشياء بنفسه". يضيف أيضاً: " حينها يبدأون في الاعتقاد بأنهم يتحكمون فيما يحدث لهم، وأنهم أسياد مصائرهم. حيث يعلم جميعنا أن الأطفال ممن لديهم القدرة على تطوير ذلك الذي نسميه "مركز الضبط" هم الأكثر سعادة بشكل عام." حيث أنهم يبنون ذاتهم، حتى قبل الالتحاق بالمدرسة، ويصبحون أكثر استعداداً للحياة. في الواقع، كشفت دراسة حديثة لليونيسف أن الأطفال الهولنديين كانوا أكثر أطفال العالم سعادة بفضل أحد أبرز الأسباب وهو الاستقلالية. لحسن الحظ هناك الكثير من الطرق السهلة لتطبيق" الطريقة الهولندية" والبدء في تحفيز الاستقلال بلطف في كل يوم.

تناول الطعام باستقلالية

يرغب معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاث إلى خمس سنوات في تناول الطعام بأنفسهم، بالرغم من أنهم قد يصابون بالإحباط. دعي طفلك يجلس بوضعية مستقيمة على طاولة الطعام حتى يتسنى له الأكل بكلتا يديه بحرية. اعطيه سكين طاولة واكتشفي ما إذا كان قادراً على فرش الزبدة على الخبز وتقطيع الخبز. ثم انتقلي إلى تقطيع الأطعمة الطرية مثل الموز، قبل إعطائه شوكة للعب بها. ينبغي أن يكون طفلك قادراً على الإمساك بمقبض السكين والشوكة، لذا دعيه يجرب. يقول ديفيد، "إننا نتحدث عن تعليم خالٍ من الأخطاء بفضل المهارات الجديدة" حيث لا توجد أخطاء ولا يواجه الطفل ضغوطاً من أجل النجاح. قومي أيضاً بتشجعيهم بعبارات ثناء ومديح مثل " أنت تبلي بلاء حسناً".

تعلم كيفية اللعب والمشاركة

يقول ديفيد "يشعر الأطفال الصغار بالسعادة عند اللعب بمفردهم، لكن عند بلوغهم سن الرابعة، يصبحون أكثر إدراكاً بالأخرين ويرغبون في اللعب معهم". ويضيف أيضاً " لكن المشاركة يمكن أن تجعل التعلم أمراً صعباً.  الأفضل أن يجرب الطفل لعب جميع الأدوار – لذا اجلبي له الألعاب لتعلم وممارسة المشاركة." يحتاج الأطفال إلى رؤيتك تشاركينهم أيضاً. حيث يمكنكِ مشاركتهم الحلوى، أو الدمى، أو أطواق شعر، أو أي شيء يؤدي الغرض. ولا تنسي أن الأطفال يحبون الاستماع إلى إنجازاتهم، لذا تأكدي من عدم إغفالك أشياء كهذه أثناء المحادثة: هل رأيت كيف تهلل وجه فريدي عند إعطائه الشاحنة؟ لقد كان مسروراً للغاية!"

إتقان فن ارتداء الملابس

يقول ديفيد "ابدئي بتعليم أطفالك كيفية خلع الملابس حتى يصبحون أكثر دراية بطريقة خلعها. ثم اعطيهم المهمات الأصغر لينجزوها حتى يتسنى لهم إنجاز المهمات الأكبر. على سبيل المثال، اعطيهم الجوارب الطويلة ليرتدوها كما لو كانت لعبة. ما أن يتمكن الأطفال من فهم كيفية التحكم في الأشياء، ستزداد ثقتهم وقدرتهم على إنجاز المهمات باستقلالية". فيما تنمو ثقة الأطفال بأنفسهم، دعيهم يتعرفوا على الجهة الأمامية والخلفية للملابس (أخبريهم أن الملصقات تتواجد دائماً على الجهة الخلفية للملابس) وقومي بترتيبها على السرير لكي يقوموا بتجربة ومحاولة ارتدائها بالطريقة الصحيحة. تذكري أن البنطلونات سهلة الارتداء أثناء الجلوس. وأن الممارسة والصبر هما السبيل الأمثل لكِ ولهم.

الترتيب والتنظيم

نحن لا نتحدث هنا عن مستويات ترتيب تضاهي طريقة ماري كوندو – إنما عن ترتيب الدمى ووضعها في مكانها على الأقل. يقول ديفيد " ابدئي بتعليمهم الترتيب صغاراً واجعليه جزءاً من اللعب". إذا كانوا ممانعين لذلك، استخدمي وسائل التحفيز الممتعة. يحب بعض الأطفال تحديد الأوقات (على الرغم من أن البعض لا يحب ذلك)! يمكنكِ اختيار اغنية " tidy up" – أو أغنية Tee and Mo Tidy Up التي تعرض على شبكة سي بيبيز لمزيد من التشجيع. وقومي بتقسيمها إلى عبارات تحدي مثل " هيا نرتب الأشياء باللون الأزرق" على سبيل المثال. سوف يتجاوب بعض الأطفال بشكل جيد للحصول على المكافأة. لكن بالرغم من التحفيزات الرائعة " لا يحتاجون إلى تعزيز الاستقلال بالضرورة. وفقاً لديفيد: " الأفضل في هذه الحالة هو كيل المديح: يا للروعة، لقد فعلتها بنفسك. كم أنت رائع في الترتيب والتنظيم." قد لا تنجحي في كل مرة لكن لا تيأسي. إليك جائزة، فالطفل السعيد هو من يقوم بترتيب ألعابه – تخيلي ذلك!