طرق عمليّة للتغلّب على الشعور بالإجهاد
يمكن للحياة أن تسبب لنا الإجهاد بشكل عام إلّا أنّ عام 2020 زاد من مستويات الإجهاد لدينا، أليس كذلك؟ على مرّ الأشهر القليلة الماضية، كان علينا مواجهة العديد من الضغوطات الجديدة والتغيّرات في حياتنا تفاوتت من القلق حول وظائفنا وتسلية الأطفال أثناء فترة حظر التجول بالإضافة إلى الشعور بالإحباط لعدم تمكننا من تمضية الوقت مع أحبّائنا - كلّ هذا زاد من مستوى الضغط لدينا.
يمكن للشعور بالإجهاد لوقت طويل أن يؤثر على الصحّة النفسية والجسدية.
في ظلّ توقعات ببقاء الوضع على حاله لمدّة أطول قليلاً، من الهام أن نتعرّف على طرق عمليّة لمواجهة الإجهاد طويل الأمد.
ما هو الإجهاد؟
لا بدّ أنّنا جميعنا اختبرنا الشعور بالإجهاد في إحدى مراحل حياتنا على الرّغم من ذلك فإنّ المعنى الحقيقي للإجهاد قد يكون محيراً. ببساطة، إنّه الشعور بالإنهاك أو عدم القدرة على التأقلم بسبب أحداث أو مواقف تزيد من وطأة الضغط علينا وتختلف هذه الأحداث والمواقف من زخم الأعمال التي يجب علينا القيام بها أو التفكير فيها والتعرّض لتجربة جديدة أو غير متوقعة أو الشعور بأنّنا فقدنا التحكّم بالدفّة في موقف معين. يختلف مفهوم الإجهاد باختلاف الأشخاص.
ما الفرق بين الإجهاد طويل الأمد والإجهاد قصير الأمد؟
الإجهاد قصير الأمد أو التوتر الحاد هو شعور ينتاب الشخص لمدّة قصيرة من الوقت، ربّما بسبب تأخرك عن العمل بسبب الازدحام المروري أو اختلافك مع أحد أصدقائك أو انتقاد وجهه إليك مديرك في العمل وهو شعور مزعج ولكن عادةً ما يزول سريعاً بينما الإجهاد طويل الأمد أو المزمن فإنّ اسمه يدلّ على ماهيته أيّ أنّه الشعور بالتوتر لمدّة طويلة من الوقت وتتضمّن أسبابه المختلفة وفاة شخص محبّب إلى قلبك أو الاعتناء بأحد أفراد العائلة المرضى أو أنّك فقدت وظيفتك.
من أعراض الإجهاد تصاعد مستويات التنفس أو ضربات القلب وضيق في عضلات الصدر وارتفاع ضغط الدم وهي الأعراض التي تندرج أسفل استجابة الجسم للإجهاد والتي يُطلق عليها عادةً اسم "إمّا المواجهة أو الهروب" وعادةً ما تزول هذه العلامات الجسدية بعد زوال التهديد أو مرور الموقف الذي تسبب بالتوتر ولكن إن كنت تحت تأثير الإجهاد الدائم يمكن لذلك أن يرمي بثقله على صحّتك.
كيف يؤثر الإجهاد طويل الأمد على صحّتي؟
يمكن للإجهاد طويل الأمد أن يؤثر على الجسم بطرق مختلفة. إن كنت تعاني من التوتّر لساعات طويلة، فقد تشعر بهذه الأعراض المرافقة للشعور بالإجهاد وتشمل:
• الصداع
• آلام العضلات أو تشنجها
• الشعور بالإنهاك
• الدوار
• مواجهة صعوبة في الخلود إلى النوم
• تناول الطعام بكميات كبيرة أو قليلة
• ارتفاع ضغط الدم
• الشعور بالإرهاق طوال الوقت
• الشعور بعدم الاهتمام بممارسة الأنشطة اليومية
• سرعة الغضب
• فقدان الاهتمام بالجنس أو عدم القدرة على الاستمتاع بممارسة الجنس
إن كنت تشعر بالإنهاك الناجم عن الإجهاد، نوصيك بالتحدّث إلى طبيبك العام، إذ يمكنه توفير الدعم اللازم وتقييم الأعراض التي تشعر بها واستبعاد الحالات المرضيّة الأخرى.
نصائح عمليّة للتغلّب على الإجهاد
إن كان الإجهاد يؤثر على حياتك اليومية، إليك هذه الأشياء التي يمكنك تجربتها في المنزل لمساعدتك.
مارس التمارين الرياضية بانتظام
ممارسة الرياضة لها نتائج رائعة على صحّتك النفسية والبدنيّة، إذ تساعدك على تصفية ذهنك وتخفيف التوتر وتحسين المزاج وحتى إن كنت تمارس العزل الذاتي أو تعمل من المنزل، تحتاج أجسامنا وأذهاننا إلى التمارين الرياضية للمحافظة على صحّتنا أثناء هذه الأوقات العصيبة. لا تدع شيئاً يعترض أوقات ممارستك للتمارين الرياضية، هنالك الكثير من دروس التمارين الرياضية التي يمكنك إيجادها على الإنترنت لكي تجرّب أدائها. من دروس تعليم رياضة اليوغا إلى التمارين الرياضية الهوائية ودروس التمارين الرياضيّة المفيدة لصحّة القلب - ستتمكن من إيجاد ما يناسبك. إن كنت غير قادر على تجربة ما سبق حالياً، يمكنك الذهاب في نزهة لاستنشاق الهواء النقي إذ أنّ ذلك سيعود عليك بنتائج جيّدة.
دوّن الأسباب التي ينجم عنها شعورك بالإجهاد
ابحث عن كثب عمّا يصيبك بالإجهاد. إيجاد الطرق المناسبة لتدبير هذه الأسباب هو أمر هام. إن كنت غير متأكد مما يصيبك بالتوتر، احتفظ بدفتر يوميات ودوّن عليه الأسباب لبضعة أسابيع. دوّن الأوقات التي تشعرك بالتوتر خلال النهار والأسباب التي أدّت إلى هذا الشعور ثمّ راجع ما دوّنته وحدّد الأسباب. حتى لو لم يكن بمقدورك تجنّب هذه المواقف المجهدة، استعدادك لها يساعدك على مواجهتها بصورة أفضل عندما تبدأ بالشعور بالإجهاد.
ابتعد لفترة عن الأخبار
يمكن أن تصيبك قراءة الأخبار بالتوتر بشكل عام، فما بالك أثناء خوضنا لهذا الوباء. إن كنت تظنّ أنّ آخر مستجدّات الأخبار تزيد من مستويات التوتر لديك، حاول أن تحد مما تقرأه وتشاهده. فكّر ملياً بعدد المرّات التي تمضيها بالتصفح في مواقع التواصل الاجتماعي، خصّص بعض الوقت خلال نهارك للابتعاد عن العالم الرّقمي للحرص على أنّك تمنح نفسك استراحةً من ضجيج العالم الخارجي.
راجع جدول أعمالك اليومي
التنظيم الجيّد لجدول أعمالك اليومي أثناء الشعور بمشقّات الإجهاد يساعدك على الشعور بالترتيب وتولّي زمام الأمور. ضرَب فيروس كورونا المستجد بالكثير من جداول أعمالنا اليومية عرض الحائط مما صعّب علينا مواجهة التوتر الذي نشعر به. إن كنت تشعر أنّ الحياة أصبحت مرهقةً أكثر من المعتاد فإنّ الوقت قد حان لتعيد تنظيم الأمور من البداية. ربّما تحتاج إلى تحسين طبيعة نومك، ابحث عن نصائح تساعدك على النوم لمدّة 5 ساعات يومياً أو استكشف من حولك لإيجاد طرق لتخصيص بعض الوقت لنفسك.
تكلّم أكثر
يعدّ التحدث عن الأمور التي تشغلنا من أفضل الطرق لمواجهة الإجهاد والتوتر. يمكن للدردشة مع أفراد العائلة والأصدقاء (مع الحرص على الالتزام بقواعد التباعد المكاني) أن تكون طريقةً رائعةً للتعبير عن مشاعرك والبوح بمكنونات صدرك، كما قد تجد قواسم مشتركة بين مشاعركم وما يتسبّب لكم بالقلق في الوقت الحالي والتحدّث عنها سيقدّم العون للطرفين.
تذكّر أن تتحدّث مع طبيبك العام إن كان مستويات الإجهاد لديك تسبب لك القلق.