يقول أليكس أونيل: إن الاعتماد على مبدأ التربية المحايدة جنسياً هو الطريقة الوحيدة لمساعدة طفلك على اكتشاف هويته الخاصة.
عندما أخبر الناس أنني أقوم بتربية طفلي ويليام، الذي يبلغ من العمر خمسة أشهر، على أساس الحياد الجنسي؛ فإن الكثيرين لا يزالون يفترضون إنه يقضي معظم وقته في ارتداء الفساتين، ويشار إليه بصيغة الضمير المحايد. لا أخفيكم سراً، فهو يرتدي ألبسة النوم وردية اللون بين الحين والآخر (فضلاً عن قبولي الملابس المستعملة بامتنان، مهما كان لونها). لكن على المستوى الأساسي، التربية على أساس الحياد الجنسي لا تنكر الاختلافات البيولوجية الأساسية بين الذكر والانثى، لكنها ببساطة تتمرد على الصور النمطية لفكرة الجنس وتتيح للأطفال اكتشاف هوياتهم. إليكِ كيفية تربية الطفل على هذا الأساس...
غرفة نوم تناسب الجنسين
عقولنا تنمو بسرعة شديدة في الثلاثة أشهر الأولى من حياتنا، لذا دعونا نستغل هذه الفرصة لجعل عقول أطفالنا أكثر انفتاحاً. ابدئي باختيار ديكور محايد جنسياً في غرفة النوم، بدلاً من الديكورات المميزة باللونين الوردي أو الأزرق الذين يشيران إلى الاختلافات بين الجنسين. أنا شخصياً أميل إلى طبعات الأدغال ودمى الحيوانات المحشوة والمميزة بألوانها المشرقة. فهي تعرف طفلك على العالم الطبيعي ويمكن إعادة استخدامها إذا كان لديكِ طفلك آخر، أياً كان جنسه.
خلط ألعاب "الأولاد" و"البنات"
يهتم طفلي فقط بعضاضة الزرافة صوفي، لكن عندما يكبر بما يكفي، سيحصل على تشكيلة من الألعاب بدءاً من مكعبات الليغو وحتى الدمى، لأن الألعاب التي يلهو بها الطفل تؤثر على قدراته المعرفية واهتماماته المهنية. بثت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي مؤخراً فيلماً وثائقياً عن تجربة أجراها الباحثون على أحد فصول الأطفال بعمر 7 سنوات، حيث تم اختبار مهارات مثل الوعي المكاني عند الأطفال، وكانت النتيجة تفوق الأطفال الذين تم تشجيعهم على لعب مكعبات البناء، التي تسهم في تطوير قدراتهم على حل المشكلات. ليس مُستغربا إذاً أن %21 من أولئك الذين يعملون في مجالات العلوم، والرياضيات، والتكنولوجيا، والهندسة هم من النساء.
اللون الوردي ليس للبنات فقط
ليس لدي أدنى فكرة عن الاسلوب الذي سيتبناه طفلي عندما يكبر. لكن حالياً، أجد من واجبي التأكيد على أن هويته ليست مقيدة بما يرتديه. والأخبار السارة هي أن عدداً من تجار التجزئة قاموا بإزالة ملصقات "ولد/ بنت" وأطلقوا تشكيلات واسعة من الملابس التي تناسب الجنسين. أنني أميل إلى الملابس المزينة بطبعات وألوان محايدة جنسياً، لكنني سأكون سعيدة بارتدائه لأوفرول بتصميم سيارة إذا كان مقدماً له كهدية.
استنكار التحيز الجنسي عندما سماعه
كنت في السيارة في ذلك اليوم مع زوجة أخي وابنته البالغة من العمر 3 سنوات، وبينما نستمع إلى أغاني عن المغامرات الرائعة للأولاد القراصنة عبر الراديو، قالت ابنة أخي: "إنه لشيء سخيف، يمكن للبنات أن يصبحن قراصنة أيضاً". إن إبراز مثل هذه الأمثلة من عدم المساواة بين الجنسين في سن مبكرة يساعد الأطفال على التعرف على الأنماط السائدة. وبالفعل، أدركت ابنة أخي أن باستطاعتها أن تصبح ما تريده. (آمل أن تكون طموحاتها للقرصنة هي مجرد مرحلة عابرة.)
تحدثي طويلاً إلى الأولاد
تظهر الأبحاث أن الأمهات يتفاعلن أكثر مع البنات دوناً عن الأولاد. وأن النساء يميلن إلى استخدام لغة أكثر عاطفية عند الحديث مع البنات الرضع. حيث يساعد هذا دون قصد على تكريس فكرة أن الذكورة تعني كبت مشاعرك، لذا أتحدث وأغني لابني طوال اليوم.
أعرضي لهم نماذج يحتذى بها
عندما كنت حاملاً، اشتريت كتاب أطفال يحتفي بالمرأة العظيمة ماري كوري. لم أكن أعرف نوع الطفل، لكنني أردت له/ لها أن يتعرف على نماذج فاقت التوقعات. تطرق نفس الفيلم الوثائقي الذي بثته هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي إلى الدمى المحددة جنسياً، وإلى تعرف الأطفال على أشخاص يمارسون وظائفاً غير متوقعة بدءاً من امرأة تعمل كميكانيكي وحتى رجل يعمل راقصاً. حيث أدركوا أنه لا يمكن للجنس أن يحد من طموحاتهم (بالرغم من أن الموهبة قد يمكنها ذلك – نظراً لنقص التقنيات الموسيقية في منزلنا، أشك بأننا سنحصل على شبيهة لبيلي إيليوت.